الثلاثاء، 11 يونيو 2013

شهادة الطالب "القاعدي" بِحشر وجهه في "قادوس" تثير جدلا

أعادت القصة التي رواها الطالب القاعدي محمد رضا الدرقاوي، الشهير بلقب "أرنسطو" والمعتقل في سجن "عين قادوس" بفاس، حول معاملته بفظاظة من طرف بعض رجال الأمن المكلفين بالتحقيق معه إلى درجة حشر رأسه في "قادوس" للمرحاض مليء بالفضلات، بعد أن تم تجريده من كل ملابسه، أعادت قصته تلك إلى أذهان البعض ممارسات اعتقد الكثيرون أنها ولَّت بدون رجعة في مغرب الألفية الثالثة والانتقال الديمقراطي.
هذا الطالب اليساري، الذي ينتمي إلى النهج الديمقراطي القاعدي في منظمة "أوطم"، روى في شهادة عبر ما يسمى لجنة المعتقل، حيثيات اعتقاله بعد تطويق عناصر مختلف الأجهزة الأمنية للحي الذي يقطنه بفاس، والمطاردات "الهوليودية" التي استوقفته لتفضي به إلى دهاليز التحقيقات الأمنية في 14 ماي المنصرم.
الدرقاوي حاول رسم صورة قاتمة ومخالفة لممارسات الأجهزة الأمنية في تحقيقاتها مع الطلبة الذين ينتسبون إلى تيارات معارضة للسياسات الرسمية، فقد صوّر رجال الأمن على شكل وحوش آدميين أرادوا الفتك به، كما هددوا باغتصابه وانتهكوا حميميته، وفق ما رواه في شهادته.
وعزا الدرقاوي ادعاءه تلقي معاملة فظة في فترة التحقيق معه، بهدف إرغامه على توقيع "مزور" حسب ما دبجه في شهادته من سجن فاس، إلى انتمائه السياسي وأنشطته الطلابية، ومنها مساهمته في إنجاح خطوة مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية بجامعة فاس، وانتقاداته لما يسميها الأجهزة القمعية، فضلا عن مواقفه المناوئة للنظام الملكي وقضية الصحراء.
الاتهامات الخطيرة التي أوردها الطالب القاعدي في شهادته لم تكن لتمر دون أن يدخل وزير العدل والحريات مصطفى الرميد على الخط ليصرح لبعض المنابر الصحفية بأنه سيفتح تحقيقا نزيها في ادعاءات هذا المعتقل اليساري، فإذا ثبتت فإن "القانون سيطبق بكل صرامة ضد كل التجاوزات".
ومن جهته كذَّب مصدر أمني مسؤول ما ذهب إليه الطالب المعتقل من مزاعم، حيث اعتبر اتهامات الدرقاوي بأنه تعرض للتعذيب والركل والرفس لمدة يومين بكونها "مجردة من الموضوعية ومطبوعة بالإغراق في الشعارات"، حيث "لم يتقدم المعني بالأمر بأي طلب إجراء للخبرة الطبية، كما أنه لم تُعاين عليه اللجنة الطبية أي علامات للتعذيب، مما يؤكد زيف تصريحاته" وفق المصدر الأمني ذاته.
المصدر الأمني ذاته قال إن "أرنسطو" كان "متورطا في قضية تتعلق بالتحريض تحت طائلة التهديد على مقاطعة الامتحانات الجامعية، وهو التحريض الذي تطور إلى أعمال عنف وتهديد للقوات العمومية، وصنع الزجاجات الحارقة بهدف استعمالها في مواجهة موظفي الأمن"
شهادة الطالب "القاعدي" بِحشر وجهه في "قادوس" تثير جدلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق